السبت، 11 أكتوبر 2014

اين هم اولادي ؟




المصدر الأساسي: مجلة بسيكولوجي الفرنسيّ

 أنا آسف إن كان ما ستقرأوه يؤذي المشاعر لكن لا بدّ لكل أم أو أب أن يفكّروا بالأمر؟

منذ وقت قصير كنت أقرأ كتاب "سجلات الكراهية العاديّة" للمؤلّف ديبروج ووقعت عيناي على هذه الجملة: "لماذا مجرّد التفكير بأن أطفالي يعانون أمر لا يطاق بالنسبة لي، في حين أنني أنام، وأتعشّى وأعاشر زوجتي بسلام بينما تدهس السيارات أولاداً آخرين، وتمزّق القنابل أجساد الأطفال في بعض البلدان، ويموت أولاد من الجوع في حضن أمهاتهم؟ "هذه العبارة جعلتني أضحك، بطبيعة الحال. لكنني على الفور فكّرت إلى أي مدى هي صحيحة. فكيف يمكن أن تحتوي إنسانيتنا شيئاً من الوحشية.

على سبيل المثال، في جوار منزلي، كثيراً ما أرى طفلاً معوّقاً. في كل مرة أقول لنفسي إنه لأمر رهيب للوالدين أن يشاهدا كل يوم معاناة ابنهما. وأشعر أنني أريد أن أفعل شيئاً، أن أصرخ ضد هذا الظلم! ولكن يجب أن أعترف أنني بعد دقيقتين أتجاوز انفعالي، مع أنه كان صادقاً. هذه العاطفة لم تدم سوى مدّة وجود الطفل أمام عينيّ. فهل أنا حقاً وحش بلا شعور؟

ابني يتعرّض لخدش
ذهبت مرّة لأحضر ابني من المدرسة. فوجدته يبكي لأنه حين كان يلعب كرة القدم في الملعب، سقط وخدش ركبته. لقد كان خدشاً بسيطاً. ومع ذلك، أصابني القلق على الفور وبشكل مفرط. ورحت أفكذر ماذا لو التهبت ركبته؟ أخرجت حالاً كل المستلزمات الطبية : المطهر (الذي لا يحرق) ومجموعة من الضمادات.

أخذ خدش طفلي كل المساحة في ذهني. وأصبح أهمّ ما في حياتي. اتصلت بزوجتي وأخبرتها كما لو أن الأمر قضيّة دولة.

أخيراً، انتهى كلّ شيء على ما يرام. فعندما غطيّته لينام في المساء كان قد نسي كل شيء. وعدت أنا بذاكرتي إلى الطفل المعوق. أعتقد أن هناك في الحب جزءاً كبيراً من الظلم. هنالك ما يشبه هرميّة عاطفيّة؟ هل يمكن أن يكون هنالك شخص له قلب كبير بما يكفي ليستوعب كل مآسي العالم؟ كل دموع الأطفال وآلامهم؟ يبدو ذلك من المستحيل. والأسوأ من ذلك هو أن رؤية مآسي الآخرين تترافق مع شعور فظيع، وهو أنك محظوظ بأنك بمنأى عن هذه المآسي. لست أت من تتألّم.

بالمقابل يجعلنا ذلك نفكّر بالشعور الذي لا يُعطى لأي كان هبة وهو السعادة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق