الْحَمْدُ
للهِ رَبِّ النَّاسِ، رَافِعِ الْبَلَاءِ وَالْبَأْسِ بَعْدَ الْقُنُوطِ
وَالْيَأْسِ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَه حَمْدَ الشَّاكِرِينَ عَلَى
الْمُعَافَاةِ وَالشِّفَاءِ، مِنْ كُلِّ الْبَلاَيَا وَالرَّزَايَا
وَأَلْوَانِ الْعَنَاءِ، وَنَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ
لَا شَرِيكَ لَهُ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدَا
عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ ذُو الْأَيْدِي الْبَيْضَاءِ، الْمُوحَى إِلَيْهِ
بِالْمِلِّةِ السَّوَاءِ وَمُعْجِزَاتِ الشِّفَاءِ لِكَلِّ مَا تَنُوءُ
بِهِ الْخَلِيقَةُ منَ الْأدْوَاءِ، صَلَّى اللهُ عَلَيه وَسَلَّمَ وَعَلَى
آلِهِ وَصَحْبِهِ الْأَخْيَارِ الأَجِلاَّءِ، وَمَنْ سَارَ عَلَى
دَرْبِهِمْ وَاِقْتَفَى أثَرَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْجَزَاءِ.
قَالَ اللهُ تَعَالَى: (مَا
أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي
كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
(22) لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا
آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) -الحديد- .
لَقَدْ
جَعَلَ اللهُ سُبْحَانَه الدُّنْيا دَارَ اِبْتِلاَءٍ وَاِمْتِحَانٍ ،
وَجَعَلَ الْبَلاءَ عُنْوَانَ مَحَبَّتِهِ لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ
ورَحْمَةً مِنْه فِيه رَفْعُ دَرَجَاتِ الْمُؤْمِنِ وَتَكْفيرُ ذُنُوبِهِ،
فَمَا دَامَ الْإِنْسانُ مُؤْمِنًا فَهُوَ مُبْتَلى عَلَى حَسَبِ
إيمَانِهِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى (
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ
الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) -البقرة- ، وَقَالَ تَعَالَى ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) –الأنبياء35- وَقَالَ تَعَالَى (أَحَسِبَ
النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ
(2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ
الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) – العنكبوت- وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ
عِظَمَ الجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ البَلَاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ
قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ
فَلَهُ السَّخَطُ». رواه الترمذي .
وَجَعَلَ
اللهُ هَذَا الْبَلاءَ فِتْنَةً لِلنَّاسِ لِيَعْلَمَ مَنْ يَصْبِرُ
وَيَشْكُرُ وَمَنْ يَتَسَخَّطُ وَيَكْفُرُ، وَجَعَلَهُ فِتْنَةً لِلنَّاسِ
فَهُوَ يَبْتَلِي الَّذِينَ يُحِبُّهُمْ وَيُعَاقِبُ الَّذِينَ ظَلَمُوا،
حَتَّى لَا يَدْرِي إِنْسَانٌ هَلْ مَا أَصَابَهُ مِنْ حُبِّ اللهِ لَهُ
أَمْ عُقُوبَةً عَلَى ذَنْبِهِ، وَلَا يَدْرِي إِنْسَانٌ أَهَذَا بَلاءٌ
أَمْ عِقَابٌ، حَتَّى لَا يَشْمَتَ مُسْلِمٌ بِمُسْلِمٍ وَلَا يُزَكِّي
أحَدٌ نَفْسَهُ...
فَالْمُؤْمِنُ
يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللهِ وَيَرَى أَنَّ مَا أَصَابَهُ هُوَ مِنْ
مَحَبَّةِ اللَّهِ لَهُ وَلَا يَغْتَرَّ بِظَنِّهِ هَذَا بَلْ يَعْمَلُ
وَيَتُوبُ وَيَسْتَغْفِرُ، وَلَا يَظُنُّ بِمَنْ أَصَابَهُمْ اللهُ
السُّوءَ وَلَا يَشْمَتُ بِهِمْ وَلَا يَتَشَفَّى فِيهِمْ فَمَا هُوَ
بِأَبْعَدَ مِنْ عِقَابِ اللهِ ؛ فَإِنْ لَمْ يَمْتَحِنْهُ اللهُ وَلَمْ
يُصِبْ مِنْه اتَّهَمَ نَفْسَهُ وَرَاجَعَهَا وَتَابَ وَأَنَابَ، فَقَدْ
أَخْرَجَ مُسْلِمٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ
أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ
الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الْخَامَةِ مِنَ الزَّرْعِ، تُفِيئُهَا الرِّيَاحُ،
تَصْرَعُهَا مَرَّةً وَتَعْدِلُهَا، حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ، وَمَثَلُ
الْمُنَافِقِ مَثَلُ الْأَرْزَةِ الْمُجْذِيَةِ الَّتِي لَا يُصِيبُهَا
شَيْءٌ حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً وَاحِدَةً» وَفِي صَحِيحِ البُخَارِي عنْ أبي هُرَيْرَةَ رضيَ الله عَنهُ، قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَثَلُ
المُؤْمِن كَمَثَلِ الْخامَةِ مِنَ الزَّرْعِ منْ حَيْثُ أتَتْها الرِّيحُ
كَفَأتْها، فَإِذا اعْتَدَلَتْ تَكَفَّأُ بالبَلاءِ، والفاجِرُ كالأرْزَةِ
صَمَّاءَ مُعْتَدَلَةً حَتَّى يَقْصِمَها الله إذَا شاءَ.
وَالْخامَةُ مِنْ الزَّرْعِ هِيَ النَّبَاتُ فِي أَوَّلِهِ عِنْدَمَا
يَكُونَ صَغِيرًا وَلَطِيفًا وَرَقيقًا، فَإِذَا جَاءَتْ الرّيحُ
أَمَالَتْهَا هَكَذَا, وَأَمَالَتْهَا هَكَذَا, دُونَ أَنْ تَنْقَصِفَ.
فَالنَّاسُ فِي تَعَامُلِهِمْ مَعَ الْبَلاءِ ثَلاثَةُ أَقْسَامٍ: مُتَسَخِّطٌ وَصَابِرٌ وَرَاضٍ، فَأَمَّا مَنْ يُقَابِلُ الْبَلاءَ بِالتَّسَخُّطِ وَسُوءِ الظَّنِّ بِاللهِ وَاِتِّهَامِ الْقَدَرِ، فَهُوَ الْمَحْرُومُ الَّذِي لَا يُؤْجَرُ عَلَى ألَمِهِ وَخَسَارَتِهِ، بَلْ عَذَابٌ فِي الدُّنْيا وَحَسْرَةٌ فِي الْآخِرَةِ.
فَالنَّاسُ فِي تَعَامُلِهِمْ مَعَ الْبَلاءِ ثَلاثَةُ أَقْسَامٍ: مُتَسَخِّطٌ وَصَابِرٌ وَرَاضٍ، فَأَمَّا مَنْ يُقَابِلُ الْبَلاءَ بِالتَّسَخُّطِ وَسُوءِ الظَّنِّ بِاللهِ وَاِتِّهَامِ الْقَدَرِ، فَهُوَ الْمَحْرُومُ الَّذِي لَا يُؤْجَرُ عَلَى ألَمِهِ وَخَسَارَتِهِ، بَلْ عَذَابٌ فِي الدُّنْيا وَحَسْرَةٌ فِي الْآخِرَةِ.
وَصَابِرٌ
عَلَى الْبَلاءِ مُحْتَسِبٌ عِنْدَ اللّهِ قَدْ أَحْسَنَ ظَنَّهُ بِاللهِ
وَاِسْتَبْشَرَ مِنَ اللهِ خَيْرًا فَكَانَ لَهُ مَا أَرَادَ وَنَالَ مِنَ
الْأَجْرِ مَالَا حَدَّ لَهُ فَقَدْ قَالَ تَعَالَى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) الزمر.
وَرَاضٍ
بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ فَهُوَ فَوْقَ الصَّبْرِ شَاكِرٌ للهِ وَحامِدٌ
لَهُ عَلَى كُلِّ حَالٍ، قَدْ نَالَ الْمَحَبَّةَ وَالرِّضْوانَ
وَالْقُرْبَ وَالْإحْسَانَ، حَتَّى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيه
وَسَلَّمَ تَعَجَّبَ مِنْ حَالِهِ فَقَالَ: «عَجَبًا
لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ
لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ
خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» رواه مسلم.
فَمَاذَا
تَفْعَلُ إِذَا وَقَعَ بِكَ بَلاءٌ لَا قَدَّرَ اللهُ ؟ طَبْعًا
سَتَخْتَارُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الصِّنْفَيْنِ الْأَخِيرَيْنِ بَلْ أَنْ
تَكُونَ مِنَ الرَّاضِينَ الشَّاكِرِينَ. وَالْوَاجِبُ حِينَهَا:
- أَنَّ تَتَيَقَّنَ أَنَّ هَذَا الْبَلاءَ مِنْ عِنْدِ اللّهِ فَتُسَلِّمَ الْأَمْرَ للهِ، وَأَنَّه لِيَبْتَلِيكَ فَاِحْذَرْ.
- أَنْ تَلْتَزِمَ الشَّرْعَ وَلَا تُخَالِفَ أَمْرَ اللهِ فَلَا تَتَسَخَّطَ وَلَا تَسُبَّ الدَّهْرَ، وَلَا تَقُولَ إلّا مَا يُرْضِي اللهَ، كَمَا قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، وَالقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلاَ نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ» رواه البخاري.
- أَنْ تَسْتَغْفِرَ اللهَ وَتَتُوبَ إِلَيه مِمَّا أَحْدَثْتَ مِنَ الذُّنُوبِ وَلَا تَقُلْ لَيْسَ لِي ذَنْبٌ، فَكُلُّ اِبْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَأَنْتَ غَارِقٌ فِي ذُنُوبِكَ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرْ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ يُؤَاخِذُنِي اللَّهُ، وَابْنَ مَرْيَمَ، بِمَا جَنَتْ هَاتَانِ - يَعْنِي الْإِبْهَامَ وَالَّتِي تَلِيهَا -، لَعَذَّبَنَا ثُمَّ لَمْ يَظْلِمْنَا شَيْئًا». صحيح ابن حبان . هَذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيه وَسَلَّمَ الْمَعْصُومُ فَمَا بالُكَ بِعَبْدٍ مِثْلَكَ. وَاِعْلَمْ أَنَّه لَا يُصِيبُكَ مِنْ بَلاءِ إلّا بِمَا كَسَبَتْ يَدَاكَ قَالَ اللهُ تَعَالَى: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) –الشورى-.
- أَنْ تَتَعَاطَى الْأَسْبَابَ النَّافِعَةَ لِدَفْعِ الْبَلاءِ وَتَخْفِيفِهِ وَالْعَافِيَةِ مِنْه.
وَمِنَ الْأُمُورِ الَّتِي تُخَفِّفُ الْبَلاءَ وَتُسَكِّنُ الْحُزْنَ وَتَرْفَعُ الْهَمَّ وَتَرْبِطُ عَلَى الْقَلْبِ وَمِنْ سُنَّةِ الصَّابِرِينَ الدُّعَاءُ المَأْثُورُ: "وَبَشِّرِ
الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)" -البقرة-
فَمَا اِسْتَرْجَعَ أحَدٌ فِي مُصِيبَةٍ إلّا أَخْلَفَهُ اللهُ خَيْرًا
مِنْهَا. فَقَدْ أَخْرَجَ مُسْلِمٌ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: "
مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللهُ:
{إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156]، اللهُمَّ
أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا
أَخْلَفَ اللهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا ".
وَإِنَّنَا
إِذَا أُصِبْنَا بِكُسُوفٍ مَثَلًا فَإِنَّنَا نَهْرَعُ إِلَى الصَّلاَةِ
وَالْقُرْآنِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ وَالصَّدَقَاتِ، وَهَذَا هُوَ
سَبِيلُ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدَ نُزُولِ الْبَلاءِ فَاِحْرِصْ عَلَيهَا
أَخِي الْمُسْلِمْ.
(1) الصَّلاَةُ: فَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيه وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ فَزَعَ إِلَى الصَّلاَةِ - رواه أحمد.
(2) تِلَاوَةُ القُرْآنِ: " وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ " . الاسراء82 .
(3) الدُّعَاءُ: فَقَدْ أَخْرَجَ التِّرْمِذِيّ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لاَ يَرُدُّ القَضَاءَ إِلاَّ الدُّعَاءُ، وَلاَ يَزِيدُ فِي العُمْرِ إِلاَّ البِرُّ.
(4) الصَّدَقَةُ: فَهِيَ سِياجٌ وَتُقَاةٌ مِنْ أَنْوَاعِ الْمَهَالِكِ وَالْبَلاءِ، وَفِي الْأثَرِ " دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ ".
وَإِيَّاكَ
أَخِي الْمُسْلِمَ أَنْ تَرَى نَفْسَكَ أفْضَلَ مِنْ النَّاسِ فَتَضْحَكَ
عَلَيْهِمْ أَوْ تَشْمَتَ بِهِمْ أَوْ تَتَشَفَّى فِيهِمْ. وَلَا تَقَعُ
فِيمَا وَقَعَ فِيه الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى حِينَ زَعَمُوا أَنَّهُمْ
أَحِبَّاءُ اللهِ وَشَعْبُهُ الْمُخْتَارِ فَرَدَّ اللَّهُ اِفْتِرَاءَهُمْ
قَائِلًا سُبْحَانَهُ: (وَقَالَتِ
الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ
فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ
يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18) –المائدة- . فَلَا أحَدَ بَعِيدٌ عَنْ عِقَابِ اللهِ وَعَذَابِهِ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ.
بَلْ سَبِيلُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَتَعَامَلُوا مَعَ اللهِ وَيَلْجَؤُوا إِلَيه وَيَتَضَرَّعُوا ، فعَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ رَجُلٍ رَأَى مُبْتَلًى فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاهُ بِهِ وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا إِلَّا لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ الْبَلَاءُ كَائِنًا مَا كَانَ " رواه الترمذي و أبو داود وابن ماجه.
بَلْ سَبِيلُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَتَعَامَلُوا مَعَ اللهِ وَيَلْجَؤُوا إِلَيه وَيَتَضَرَّعُوا ، فعَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ رَجُلٍ رَأَى مُبْتَلًى فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاهُ بِهِ وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا إِلَّا لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ الْبَلَاءُ كَائِنًا مَا كَانَ " رواه الترمذي و أبو داود وابن ماجه.
فَالْبَلاءُ مُوَكَّلٌ بِالْمَنْطِقِ
كَمَا قَالَ اِبْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَاِحْذَرْ لِسَانَكَ
أَخِي الْمُسْلِمَ وَاِحْمَدِ اللهَ أَنْ عَافَاكَ وَاُتْرُكْكَ مِنْ
النَّاسِ ، فَلَسْتَ مُوَكَّلًا بِحِسَابِهِمْ، وَلَسْتَ بَعيدًا عَمَّا
وَقَعَ بِهِمْ، و صَحَّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخْعِيَّ: أَنَّهُ قَالَ: «إِنِّي
لَأَجِدُ نَفْسِي تُحَدِّثُنِي بِالشَّيْءِ فَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ
أَتَكَلَّمَ بِهِ إِلَّا مَخَافَةُ أَنِ ابْتَلَى بِمِثْلِهِ».
اللَّهُمَّ
إِنَّا نَسْأَلُكَ الْعَافِيَّةَ وَالْمُعَافَاةَ وَنَعُوذُ بِكَمِنْ
حُلُولِ الْبَلَاءِ، وَمِنْ دَرْكِ الشَّقَاءِ وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ.
وكتب الفقير إلى الله أحمد بوجلة في بوم السبت الثالث والعشرين من شهر شوال 1434
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق