الأبناء بهجة العمر وزينة الحياة الدنيا.. وهو الرصيد الباقي للمرء بعد
موته إن أحسن تربيتهم وتنشئتهم.. وشهر رمضان المبارك فرصة عظيمة لها آثارها
على نفوس أبنائنا إن أحسنا استغلالها والإفادة منها بما ينعكس على سلوكهم
في شؤون الحياة كلها.
كيف نربي أولادنا في شهر رمضان وما هي الوسيلة المثلى، سؤال طرحناه على السيد عيسى المحمود أستاذ الشريعة الإسلامية حيث قال: الصوم مسؤولية جسيمة تتطلب قدراً من الجهد والمشقة والصبر وقوة الإرادة إضافة إلى أنه فريضة رتب المجتمع الثواب على فعلها والعقاب على تركها ما يحتم على الأبوين ضرورة تعويد الأبناء على أداء الفريضة وتحبيبهم بها واستثمار هذه الفريضة الاستثمار الأمثل لغرس القيم والسلوكيات الجميلة في نفوسهم, وإضافة عدد من المهارات والتجارب لديهم.
كيف نستثمر هذا الشهر في غرس المعاني التربوية والإيمانية في نفوسهم؟ من المهم جداً كما تقول د.ليلى العريض «اختصاصية تربوية» أن يرى الابن ويسمع من حوله مظاهر الحفاوة والابتهاج بهذا الشهر الكريم فينشأ ويكبر على مشاهدة هذه السعادة الغامرة والفرحة الكبيرة من والديه وإخوانه وتظل هذه الذكريات السارة محفورة في ذاكرته.. ولو رجع أحدنا بذاكرته إلى الوراء عدة سنوات ليتذكر البدايات الأولى التي عاش فيها تجربة الصوم لوجدها أكثر السنين متعة وإثارة..
ومن الأمور المهمة أيضاً كما تقول المختصة التربوية تعويد الطفل على الصوم والتدرج معه في ذلك.
إن إقبال الأطفال على مشاركة والديهم في الصيام يحمل معنى تربوياً مهماً فهو يغرس الثقة في نفس الطفل وينمي لديه الشعور بإثبات الذات والإحساس بالمسؤولية.. عندما يحس بأنه يقوم بأعمال لايمارسها إلا الكبار.. ولعل هذا الشعور هو ما يفسر لنا الإصرار والحماس الذي يدفع الطفل لأن يصوم هذا الشهر كاملاً على الرغم من صغر سنه وهو أمر له أثره الايجابي على سلوكيات أبنائنا وعباداتهم ومعاملاتهم لأنه يجعل من شهر الصوم نقطة بداية لتحملهم المسؤولية في بقية الشهور والتدرج في سلم العبادات والمعاملات ولاحقاً السلوك عموماً للفرد.
كما تؤكد السيدة ليلى العريض: أن رمضان فرصة عظيمة لغرس المعاني الإيمانية في نفوس أطفالنا كالصبر وتحمل الجوع والعطش عندما يمسكون عن الأكل والشرب مع إمكانهم أن يفعلوا ذلك بعيداً عن أعين الناس والتعلق بالمساجد والصلاة وخصوصاً صلاة التراويح وقراءة القرآن عن طريق إقامة المسابقات في حفظه وختمه والإقبال على تلاوته حيث يعطي الوالدان صغيرهما مبلغاً من المال ليعطيه بدوره إلى المحتاج وبهذه الحالة يعلمه العطف على المحتاجين أيضاً والصدقة ولاحقاً الزكاة وأصولها.
وتؤكد الاختصاصية التربوية أن أوقات شهر رمضان غالية الثمن لاينبغي أن تضيع من دون فائدة.. ويجب ألا نترك الأطفال ضحية للمحطات والقنوات التي تغرس فيهم القيم والسلوكيات المنحرفة.. عن طريق ما تبثه من برامج وأفلام وترفيه تحت مبرر «قنوات موجهه للأطفال» وأخيراً: رمضان فرصة عظيمة ينبغي أن نستفيد منها في تربية أبنائنا وبناتنا ولا يتأتى ذلك إلا بوضع الخطط وإعداد البرامج لكي يخرج الطفل من هذا الشهر الفضيل وقد اكتسب شيئاً جديداً وخلقاً حميداً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق