الأربعاء، 17 يوليو 2013

" حديث الديمقراطية " و " اللغو المباح "




ما نراه اليوم مما يحدث في الدول الشقيقية العربية تحت مسمى"الثورات العربية" في الحقيقة هي " الثروات العبرية " على أساس الحديث على الديمقراطية وكثر الحديث عن هذا المصطلح حتى أصبح غذائنا وعشائنا الكل يتكلم عن الديمقراطية الاعلام بكل توجهاته الفكرية والسياسية وللأسف حتى الإعلام الإسلامي أصبح مواضيعه الديمقراطية ونجد أن هذا الأخير لأجله هجرت أمم وخربت بيوت وهتكت أعراض وقتلت أنفس بريئة أين الإسلام  من الديمقراطية أليس منا رجل رشيد؟  لم نجد من حتى أفتى لنا أن الحديث عن الديمقراطية هل هو من "اللغو المباح"  أم لا ؟؟؟


ولا نزال نقرأ ونسمع عن عجائب الاقتراحات والآراء والنصوص التى يقدمها بعض "القادمين الجدد للسلطة"، التى ينبو عنها الحس السليم، والذوق اللغوى والذائقة الدستورية والدولتية المرتبطة بالدولة - الأمة الحديثة والمعاصرة وتطوراتها المعقدة! نقرأ ونسمع عن أمور تكشف عن أن بعض هؤلاء لا يعرف معنى النظام العالمى المعولم الذى نعيش كطرف ضعيف فى إطاره، يتصورون أن بعض آرائهم البسيطة هى العالم، ومركز الكون وأنهم بمقدورهم أن يتحللوا من الالتزامات الدولية والاتفاقيات والمعاهدات التى وقعت وصادقت الدولة عليها، وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من نظامنا القانونى ومن ثم واجبة الأعمال. 
أخطر ما فى فتنة السلطة ومفاتنها ومغانمها هو الأثر النفسى الخطير للسلطوية التى تغشى بعض النفوس وتعيد تشكيلها وتغير توجهاتها، ويتحول بعضهم من شخصيات مولعة بالبساطة و"الطيبة" وربما "الذكاء" إلى نفسية الملك العضوض، والأمر والنهى المطلق بلاضوابط أو روادع ولو أخلاقية تحمى "السلطان " أيا كان موقعه من دوائر السلطة من نفسه "الأمارة بالسوء"، ومن غلواء الأنانية و"جنون العظمة" السلطوى ابن ثقافة القمع والطغيان التى تسود دوائر السلطة والتى نعتقد أن بعضا من عناصرها التكوينية انكسرت فى أعقاب "العملية الثورية" فى 25 يناير 2011.و مصر تغيرت بعض مكوناتها ووجوهها، ولكن يبدو أن بعض الشيخوخة والذكورية السياسية والجيلية والتسلطية لا تزال تسم مشاهد السياسة وتفاعلاتها، والسلطة ورجالها بل وبعض "الأغوات" الصغار الذين تلبستهم "روح الطغيان" الوبيلة!
أن مشاهد الاستعراض السلطوى لا تشمل (بعضا) ممن عرفنا قبلاً من عديد الأشخاص الذين كانوا من العاديين ذوى اللطف والشمائل الطيبة سواء ممن كسبوا السلطة أو (بعضُا) ممن يلعبون أدوار المعارضة التلفازية على المسارح المرئية للفضائيات، أو منصات الكلام واللغو "المباح" ونقائضه من الخطابات والشعارات واللغة الخشبية. كل هذه الذوات المتضخمة والوجوه الطاوسية والكلام الفارغ وغير المسئول تلعب على مسرح لا أحد يراه! ولا نجد بعض مقاربات جادة ورصينة من بعضهم - فى السلطة أو المعارضة - للتعامل مع تركة ضخمة وثقيلة من الانهيارات فى الدولة والسلطة والبيروقراطية والأخطر فى الأنفس والأرواح والقيم والضمائر المثقوبة. 

هناك تعليق واحد: